المسلمين من زوجاتهم وامائهم يلحقون بآبائهم وإن صح أسبانية "أم" ابن حزم فليس هو أسبانيًا بل فارسيًا تبعا لأبيه.
[مناقشة قول ابن سعيد، وابن حيان]
أما ما ذكره صاحب المغرب فلا يزيد على ما قال أبو مروان ابن حيان.
وقول ابن حيان في عدم فارسية ابن حزم وإن جده الأدنى حديث الإسلام، هو ركيزة كل من قال بجذور ابن حزم الاسبانية. وهنا يردنا هذا السؤال، على أي مصدر استند أبو مروان في إثبات اسبانية ابن حزم. وخبر الأنساب يؤخذ بالنقل من المنتسبين أنفسهم، وممن لهم مساس بهم وخلوص إليهم؟ والمعروف عند تلاميذ ابن حزم ومعاصريه فارسيته، وكما هو يثبت ذلك ويفتخر به.
ولكن اللهجة العدائية تغلب على أسلوب أبي مروان فلعل ما جاء في ثناياه كان من دوافع الخصومة.
وسنلقي الضوء على بعض قول ابن حيان فنقول:
لو أن أبا محمد انتمى لفارس على غير حقيقة - كما يقول ابن حيان - لكان أول من يكذبه ابن عمه أبو المغيرة عبد الوهاب الوزير، لما كان بينهما من المنافسة والمخالفة وقد عاب الأخير بعض مؤلفات الأول. (١)
ولا يتصور أن يقر ابن عمه عبد الوهاب بهذا الانتماء - الذي يلحق