للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دليل أن استواء الله الوارد بالنص بمعنى العلو]

هو أن استواء الله على العرش الوارد بالنص جاء مقيدا بعلى وإذا قيد بها فلا يحتمل من المعانى إلا العلو والارتفاع والاعتدال ونحو هذا، ولا يكون بمعنى الانتهاء إلا إذا جاء مطلقا.

يقول ابن القيم: "إن لفظ الاستواء في كلام العرب الذي خاطبنا الله تعالى بلغتهم وأنزل بها كلامه "نوعان" مطلق ومقيد. فالمطلق ما لم يوصل معناه بحرف مثل قوله {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} (١) وهذا معناه كمل وتم، يقال استوى النبات واستوى الطعام.

وأما المقيد فثلاثة أضرب:

أحدها مقيد "بإلى" كقوله "ثم استوى إلى السماء. واستوى فلان إلى السطح إلى الغرفة. وقد ذكر سبحانه هذا المعدى بإلى في موضعين من كتابة في البقرة في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}. (٢) والثاني في سورة السجدة {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}. (٣) وهذا بمعنى العلو والارتفاع بإجماع السلف.

والثاني مقيد بعلى كقوله: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} (٤) وقوله {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} (٥) وقوله {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ}. (٦) وهذا أيضا معناه العلو


(١) سورة القصص آية (١٤).
(٢) سورة البقرة آية (٢٩).
(٣) سورة فصلت آية (١١).
(٤) سورة الزخرف آية (١٣).
(٥) سورة هود آية (٤٤).
(٦) سورة الفتح آية (٢٩).

<<  <   >  >>