للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - الأحوال الاجتماعية]

بعد أن عرضنا الحالة السياسية في عصر ابن حزم، لابد من أن نشير إلى المجتمع الأندلسي فيه فأثره لا يقل عن أثرها. ولاسيما أن هذا المجتمع أثار كوامن الفكر في ابن حزم، وكوامن الإحساس حتى جعل منه ذلك العالم الذي يكتب في الحب كما يكتب في الفقه والعقائد.

فكان هذا المجتمع يموج بعناصر مختلفة جمعها المكان. فكان فيهم العرب الخلص، وهم الذين كان لثقافتهم وللغتهم السلطان الكامل. لذا كان للأندلس مظهر أدبي وفكري واحد وحدته تلك اللغة السامية لغة القرآن الكريم. (١)

وكان فيهم البربر وكانوا غالبية الجيش حين الفتح الإسلامي للأندلس. (٢) وقد تزايدوا بعد الفتح لقرب الأندلس من بلادهم. وفيهم حدة طباع ونفرة شديدة أحيانًا. (٣) ولذلك كانوا وقود الفتن وموقديها. (٤)

وكان في ذلك المجتمع الصقالبة ومن اعتنق الإسلام من سكان البلاد الأصليين ومن بقي على ديانته ذميًا له ما للمسلمين وعليه ما عليهم.


(١) انظر ابن حزم لأبى زهرة ص ١٥٦.
(٢) انظر نفح الطيب للمقري جـ ١ ص ٢١٥، ٢١٦.
(٣) انظر ابن حزم لأبى زهرة ص ١٥٦.
(٤) انظر طوق الحمامة لابن حزم ص ٢٦١. ونفح الطيب ج ٢ ص ٢٧.

<<  <   >  >>