للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(١٠) العين والأعين]

العين والأعين مما ورد بالنص إضافتها إلى الرب سبحانه وتعالى وكما عرفنا من إثبات ابن حزم لظاهر ما ورد بالنص كالحي، والسميع والبصير ونحو ذلك. كذلك هنا يثبت العين لله تعالى لقوله {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (١) والأعين لقوله تعالى: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} (٢) ولا يرى جواز القول بأن لله تعالى عينين لعدم ورود النص بذلك.

ويرى أن ما ورد بالنص إثباته من العين، والأعين، فالله هو المراد به لا شيء غيره. (٣)

نقد مذهب ابن حزم في العين والأعين لا يختلف عما ذكرنا في نقد مذهبه في الوجه، إذ أن إثباته لما ورد بالنص إثبات لظاهر مجرد دون حقيقة، إذ يورد بعد كل إثبات: "أن الله تعالى هو المراد بكل ذلك لا شيء غيره" والحقيقة أن هذا نفي لما يدل عليه ظاهر النص وإثبات ذات مجردة عن الصفات. وهذا مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة الذين يثبتون ما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقص.

ونقول في العين: إن لله تبارك وتعالى عينين يرى بهما جميع المرئيات. وهما صفتان حقيقيتان له سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله وكبرياء عظمته، ولا يقتضي هذا الإثبات أن تكونا جارحتين،


(١) سورة طه: آية (٣٩).
(٢) سورة الطور: آية (٤٨).
(٣) المحلى (١: ٤١، ٤٢)، الفصل (٢: ١٦٦).

<<  <   >  >>