للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى لازمه.

ويؤيد صحة استعمالها أن الله تبارك وتعالى أثبت لنفسه الصفات وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن وجود الصفات إلا بما به تصير صفات من الذات، ولا وجود الذات إلا بما به تصير ذاتًا من الصفات (١).

وقد ذكر أبوحامد الغزالي أن إطلاق الذات في حق الله تعالى مما وقع الاتفاق عليه يقول: "ومما وقع عليه الاتفاق بين الفقهاء والعلماء من الأسامي "المريد، والمتكلم، والشيء، والذات، والأزلي، والأبدي، وأن ذلك مما يجوز إطلاقه في حق الله تعالى" (٢).

[(٩) الوجه]

مذهب ابن حزم إثبات لفظ كل ما ورد به النص، وقد ورد إضافة الوجه إلى الله تبارك وتعالى كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (٣). وليس إثبات ابن حزم هذا للوجه إثبات صفة، وإنما على مذهبه في الإثبات إرجاع ذلك إلى الذات يقول: ووجه الله تعالى ليس غيره بدليل قوله تعالى حاكيا عمن رضى قوله: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} (٤). فصح يقينا أنهم لم يقصدوا غير الله تعالى وقوله عز وجل: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (٥). إنما معناه فثم الله تعالى بعلمه


(١) انظر مجموع فتاوي ابن تيمية (٥: ٣٢٦)، (٦: ٩٧، ٢٠٥، ٢٠٦) شرح الطحاوية (ص ٦٤).
(٢) المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى للغزالي (ص ١٥٨).
(٣) سورة الرحمن: آية (٢٧).
(٤) سورة الإنسان: آية (٩).
(٥) سورة البقرة: آية (١١٥).

<<  <   >  >>