للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقبوله لمن توجه إليه (١).

أثبت الله تبارك وتعالى لنفسه الوجه فهو صفة من صفاته حقيقية وليس هو الذات، كما ذكر ابن حزم.

وجعل الوجه هو الذات هو مذهب نفاة الصفات كأبي الهذيل العلاف من المعتزلة، فهو يثبت لله تعالى وجها هو هو (٢)

والحقيقة أن هذا ليس إثباتا، إنما إلإثبات جعله صفة لله تعالى على ما يليق به لا يفنى ولا يلحقه الهلاك فلا يشبه وجها ولا يشبهه وجه تعالى وتقدس (٣).

ويدل على الإثبات من القرآن قوله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (٤).

وقوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} " (٥) وقوله: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (٦). وقوله {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (٧).

أثبت الله تبارك وتعالى لنفسه الوجه في الآيات السابقة ووصفه


(١) انظر المحلى (١: ٤١)، الفصل (٢: ١٦٦).
(٢) انظر مقالات الإسلاميين للأشعري (١: ٢٦٥).
(٣) انظر الفقه الأكبر لأبي حنيفة بشرح عبد الكريم تتان (ص: ٢١، ٢٢) الإبانة لأبي الحسن الأشعري (ص ٣٤)، شرح العقيدة الواسطية للهراس (ص ٥٤).
(٤) سورة الأنعام: آية (٥٢).
(٥) سورة الكهف: آية (٢٨).
(٦) سورة القصص: آية (٨٨).
(٧) سورة الرحمن: آية (٢٧).

<<  <   >  >>