قبل أن نعرض رأي ابن حزم ونبين موقفه من أفعال الله تعالى نحب أن نقدم بين يدي القارىء نبذة مؤجزة عن مذهب المعتزلة في أفعال الله تعالى لأن ابن حزم قد وقف معهم طويلًا في هذا الموضوع وناقش مذهبهم ورد على حججهم وأزال شبههم وأجاب على اعتراضاتهم فهم خصومه في ذلك.
ومذهب المعتزلة مبني على خمسة أصول:
الأول: التوحيد.
الثاني: العدل.
الثالث: الوعد والوعيد.
الرابع: المنزلة بين المنزلتين.
الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والذي يتناول موضوعنا من هذه الأصول هو العدل يقول القاضي عبد الجبار:"وأما الأصل الثاني من الأصول الخمسة وهو الكلام في العدل، وهو كلام يرجع إلى أفعال القديم تعالى جل وعز وما يجوز عليه وما لا يجوز"(١).
ويقول الشهرستاني: إن واصل بن عطاء قال في تقرير هذا الأصل: "إن الباري تعالى حكيم عادل لا يجوز أن يضاف إليه شر ولا ظلم ولا يجوز أن يريد من العباد خلاف ما يأمر، ويحتم عليهم