للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوجب أن لا يريد شيئًا على وجه من الوجوه لأن الله تعالى إذا كان لم يزل متصفًا بضد الإِرادة، وجب أن يكون قديمًا ومحال عدم القديم وحدوثه، فإذا استحال عدمه وجب أن لا يريد الباري شيئًا على وجه من الوجوه، وذلك فاسد، وإذا فسد هذا صح أن الباري لم يزل مريدًا" (١).

[الدليل الثاني]

يدل على أن الله تعالى متصف بالإِرادة ما في العالم من التخصيصات كتخصيص كل شيء بما له من القدر والصفات والحركات كطوله وقصره وطعمه ولونه وريحه وحياته وقدرته وعلمه وسمعه وبصره، وسائر ما فيه، وهو ليس واجب الوجود بنفسه، فهو ممكن أن يكون على خلاف ذلك، والذات المجردة عن الإِرادة لا تخصص فلابد من صفة وراء الذات بها كان التخصيص وتلك هي الإِرادة. (٢).

[الدليل الثالث]

أن الله سبحانه لو لم يكن ذا إرادة، لاستحال منه ترتيب الأفعال ووضعها مواضعها، كاستحالة ذلك ممن ليس بعالم فأفعاله المرتبة


(١) انظر اللمع للأشعري ص (٣٧، ٣٨).
(٢) انظر شرح العقيدة الأصفهانية ص (٥)، وبيان تلبيس الجهمية (١: ١٢١، ١٢٢). والإِقتصاد للغزالي ص (٩١، ٩٢)، وغاية المرام للآمدي ص (٥٨ - ٦٣)، . وشرح ملا علي القاري على الفقه الأكبر ص (١٩)، ورسالة التوحيد لمحمد عبده ص (٣٩).

<<  <   >  >>