للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الساق، فيكشف عن ساق فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا "الحديث" (١).

فلهذا نقول إن لله تبارك وتعالى صورة يعرفها من عبده إذا رآه يوم القيامة وهي صوره تليق بجلاله وعظمته لا تشبه المخلوقات ولا يحيط بها الإِدراك، ولا يعرف كنهها إلا هو تعالى وتقدس عن مشابهة الممكنات.

أما القول في الحديث "إن الله خلق آدم على صورته" ونص الحديث برواية أبي هريرة "إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" أن الإضافة في قوله "صورته" إضافة ملك يريد الصورة التي تخيرها الله سبحانه ليكون آدم مصورًا عليها وقد ذكر هذا القول ابن حزم فلا داعى لإِعادة تقريره، وقال أبو بكر بن خزيمة: "توهم بعض من لم يتحر العلم أن قوله "على صورته" يريد صورة الرحمن عز ربنا وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر بل معنى قوله "خلق آدم على صورته" الهاء في هذا الموضوع كناية عن اسم المضروب.

أراد صلى الله عليه وسلم أن الله خلى آدم على صورة هذا المضروب الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب" (٢).

فإن قيل: إن الحديث روى في إحدى الروايات بلفظ "على صورة


(١) صحيح الإمام البخاري جـ ٤ ص ٢٠١ وانظر صحيح مسلم جـ ١ ص ١٦٧ - ١٧١. وسنن الدرامي جـ ٢ ص ٣٢٦، ٣٢٧. ومسند الإمام أحمد جـ ٣ ص ١٧. والمستدرك على الصحيحين للحاكم جـ ٤ ص ٥٨٢ - ٥٨٤.
(٢) كتاب التوحيد لابن خزيمة ص ٣٧. وانظر أساس التقديس للرازي فقد أورد هذا ص ٨٧.

<<  <   >  >>