للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"غالب" أيضا إذ أنه إسم عربي. ويحق لنا القول، من أين علم الحاجري أن "حزم" أول من اعتنق الإسلام من أجداده؟

إن كان من قول ابن حيان: "جده الأدنى حديث عهد بالإسلام. (١) فجده الأدنى "سعيد".

وإن كان من قول الحميدي: (٢) "جده الأقصى في الإسلام" (٣) فقد نص الحميدي على أنه "يزيد" فليس للحاجري مستند على هذا فيما أعلم.

وأما عن قوله "على أنه ينبغي ألا يخدعنا هذا النسب المتسلسل الذي يذكره ياقوت والذهبي والمقرى ومن إليهم".

الصحيح أنه ينبغي أن لا يخدعنا ما يقوله متعصبو الغرب، وأن ننظر في الأمور بعقولنا لا بمناظيرهم المنحرفة عن الحقيقة بدافع التعصب.

وأما احتمال أن أحد تلاميذه أو المكبرين له صنع له هذا النسب لأنه أنف أن يكون في جملة الموالى. فلم يتحقق هذا لأنه بالنسب المذكور مولى "ليزيد بن أبي سفيان" فالمحذور واقع. فلا يصح هذا الاحتمال.

واحتمال أن الهدف من صنع هذا النسب إلحاقه بالجنس الغالب


(١) معجم الأدباء لياقوت جـ ١٢ ص ٢٥٠.
(٢) هو أبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن فتوح الأزدي الحميدي. من أهل جزيرة ميورقة، وأصله من قرطبة. كان دؤبا على طلب العلم، ذكيا فطنا حافظا ألف الجمع بين الصحيحين، وكتاب جذوة المقتبس أكثر من الرواية عن ابن حزم وكان ظاهريا. توفى سنة ٤٨٨ من الهجرة عن سبعين عاما. انظر: الصلة جـ ٢ ص ٥٣٠، ٥٣١. وشذرات الذهب جـ ٣ ص ٣٩٢.
(٣) جذوة المقتبس للحميدي ص ٣٠٨.

<<  <   >  >>