للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول: إن النص لم يأت بإثبات أن له حياة فلا نقول بذلك. ثم إنه تعالى لو كان حيًّا بحياة لم تزل، وهي غيره لوجب ضرورة أن يكون تعالى مؤلفًا مركبًا من ذاته وحياته، وسائر صفاته فيكون كثيرًا لا واحدًا وهذا إبطال الإسلام (١).

لما كان أبو محمد بن حزم يلتزم بإثبات ما ورد الله تبارك وتعالى من الأسماء بألفاظها الواردة بحرفيتها إثباتًا مجردًا، دون إثبات ما تدل عليه تلك الأسماء من الصفات أثبت أن الله حي، دون أن يقول بأن له حياة لعدم ورود ذلك بالنص الصريح.

وقد بينا عند الكلام على اتصاف الله بالصفات أن قول سلف الأمة إثبات ما ورد من الأسماء، وما تدل عليه من صفات خلافًا لمن نفى ذلك كابن حزم ولا نكررما سبق فليراجع هناك (٢).

والذي نقول هنا: إن الله جل وعلا صفة حياة حقيقية لازمة لذاته لائقة بكماله وجلاله (٣).

يقول البيهقي: فهو حي "الله" وله حياة يباين بها صفة من ليس بحي" (٤).

واستدل القائلون بأن الله تعالى حياة بما ورد في القرآن الكريم من


(١) انظر الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (٢: ١٥٦، ١٥٨) والمحلى له (١: ٤٢).
(٢) انظر ص (١٩٤ - ١٩٨).
(٣) انظر الفقه الأكبر للشافعي ص ١٤. ولمع الأدلة للجويني ص ٨٧، وشرح العقائد النسفية ص ٨٤، وشرح الفقه الأكبر لعبد الكريم تتان ص ١٠. ومنهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للشنقيطي ص ٦.
(٤) الاعتقاد للبيهقي ص ٢٦.

<<  <   >  >>