للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو الهذيل العلاف من المعتزلة فيما حكاه عنه الكعبي (١).

وقول أهل الإِثبات في الإرادة، أنها صفة من صفات الذات المقدسة.

ويقولون: إن الله مريد بإرادة قديمة النوع حادثة الآحاد (٢) يقول ابن تيمية: "إنه (الله) لم يزل مريدًا بإرادات متعاقبة فنوع الإِرادة قديم وأما إرادة الشيء المعين فإنما يريده في وقته" (٣).

وعلى هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها، فهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل لقوله سبحانه: " {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} " (٤). فلا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله لقوله: " {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} " (٥). ولقوله: " {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} " (٦). ولقوله: " {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} " (٧). إلى غير ذلك مما فيه وصف الله تعالى وتفرده بصفات الكمال وتنزهه عن النقائص.


(١) انظر الفرق بين الفرق ص (١٨٢). والملل للشهرستاني (١: ٥٣، ٧٨). والكعبي هو أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي كان رأس طائفة من المعتزلة وكان حاطب ليل يدعي في أنواع العلوم خالف البصريين من المعتزلة في أحوال كثيرة توفى سنة ٣١٩ هـ. انظر الفرق بين الفرق ص (١٨١، ١٨٢). والملل (١: ٧٦ - ٧٨). ووفيات الأعيان (٣: ٤٥) وشذرات الذهب (٢: ٢٨١).
(٢) انظر رسالة في تحقيق مسألة علم الله لابن تيمية ضمن جامع الرسائل المجموعة الأولى ص (١٨٢) ومجموع الفتاوى له (١٦: ٣٠٣). وحاشية الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية للسفاريني ص (١٢).
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية (١٦: ٣٠٣).
(٤) سورة الشورى: آية (١١).
(٥) سورة مريم: آية (٦٥).
(٦) سورة البقرة: آية (٢٢).
(٧) سورة الإِخلاص: آية (٤).

<<  <   >  >>