للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (١). {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (٢). وقال: {حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (٣). وقال: " {حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (٤). فأخبر سبحانه وتعالى أنه منزل من الله. ولم يخبر عن شيء أنه منزل منه إلا كلامه بخلاف نزول الملائكة والمطر والحديد وغير ذلك.

أما نزول الملائكة والمطر فورد مقيدًا بالإنزال من السماء ويراد به العلو أي نزول اللائكة من عند الله، ونزول المطر من السحاب، ونزول الحديد وغيره ورد مطلقًا فلا يختص بنوع من الإنزال فيتناول الإنزال من أعلى إلى أسفل كإنزال الحديد من رؤوس الجبال، والإنزال من ظهور الحيوان كإنزال الفحل الماء.

والنزول المقيد بأنه من الله لم يرد إلا في نزول القرآن، وليس من الله جل وعلا شيء مخلوق" (٥).

فالقرآن نزل به جبريل عليه السلام بعدما سمعه من الله تعالى وسمعه محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل، قال تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (٦) وقال: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (٧).


(١) سورة النحل: آية (١٠١).
(٢) سورة الزمر: آية (١).
(٣) سورة غافر: الآيتان (١، ٢).
(٤) سورة فصلت: الآيات (١، ٢، ٣).
(٥) كتاب السُّنة لأحمد بن حنبل ص (٢٥). والشريعة للآجري ص (٧٩).
(٦) سورة البقرة: آية (٩٧).
(٧) سورة الشعراء: الآيات (١٩٣، ١٩٤، ١٩٥).

<<  <   >  >>