للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه (١).

فإضافة السبحات التي هي الجلال والنور إلى الوجه، وإضافة البصر إليه تبطل كل مجاز، وتبين أن المراد وجهه سبحانه وتعالى حقيقة الذي هو صفة من صفاته. (٢).

ومن الأحاديث المثبتة لصفة الوجه ما روى البخاري بسنده عن أبى بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن" (٣).

وروى البخاري أيضًا بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المجاهد في سبيل الله ابتغاء وجه الله مثل القائم المصلى حتى يرجع المجاهد" (٤).

وروى البخاري أيضًا بسنده عن جابر رضي الله عنه قال: "لما نزلت هذه الآية {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك قال: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال أعوذ بوجهك. {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} (٥). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا


(١) صحيح الإمام مسلم (١: ١٦١، ١٦٢)، ورد الدارمي على المريسى (ص ١٦٠، ١٧٠)، كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص ١٩، ٧٥).
(٢) انظر مختصر الصواعق المرسلة (٢: ٣٥٣)، شرح العقيدة الواسطية للهراس (ص ٥٥).
(٣) صحيح البخاري (٤: ٢٠٣)، صحيح مسلم (١: ١٦٣).
(٤) صحيح البخاري (٤: ٢٠٣)، كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص ١٣).
(٥) سورة الأنعام: آية (٦٥).

<<  <   >  >>