للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورواية ابن حيان في أسبانيته قد يخرج بها من كونه مولى، وإن وردت منه في الأسلوب الهجومي. وفي رأيي أن إثبات الأسبانية لابن حزم مقابل الفارسية أرفع لشأنه - مع أن الأنساب لا ترفع الشأن - لأن الأسبانيين مسيحيون أهل دين سماوى - بخلاف الفرس فهم وثنيون يعبدون النار.

وأرى أن مما يرجح فارسية ابن حزم، عدم تعرضه في كتابه جمهرة أنساب العرب لنسب النصارى وقد تعرض بعد ذكر أنساب العرب لذكر البربر وبيوتاتهم بالأندلس (١). ثم أتى بنبذة من نسب بني اسرائيل. (٢) وقطعة من نسب الفرس. (٣) ثم إنه أيضا قد هاجم المسيحية كثيرًا وهذا يؤكد من بعض الوجوه أنه لم يكن في آبائه مسيحيون.

وقد أشرت قبل هذا (٤) إلى أن من مرجحات فارسيته كون محبته لذوات الشعر الأشقر عارضة له ولأبيه قبله، فلو أنه أسبانيا لكانت به أصيلة، ثم محاولته تبرير هذا المنحى العارض بأنه حصل مع العرب الأقحاح من خلفاء بني أمية.

وفوق هذا كله افتخاره بنسبه الفارسي وولائه لبني أمية في إحدى قصائده التي منها:


(١) جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٤٩٥ - ٤٩٨.
(٢) المرجع السابق ص ٥٠٣.
(٣) المرجع السابق ص ٥١١.
(٤) انظر ص ٢٤.

<<  <   >  >>