للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه وسلم: "تجىء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان (١) أو فرقان من طير صواف" (٢) وقالوا له لا يوصف بالإِتيان والمجىء إلا مخلوق فعارضهم بأن المراد مجىء ثواب البقرة وآل عمران ثم عارضهم بقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} (٣) قال إنما يأتي أمره. (٤)

يقول ابن تيمية بعد ذكر رواية حنبل: "هكذا نقل حنبل (٥) ولم ينقل هذا غيره ممن نقل مناظرته في المحنة كعبد الله بن أحمد (٦) وغيره" (٧).

وفي مختصر الصواعق: "وأما الرواية المنقولة عن الإِمام أحمد فاختلف فيها أصحابه على ثلاث طرق:

أحدهما: أنها غلط عليه، فإن حنبلا تفرد بها عنه، وهو كثير


(١) الغياية كل شيء أظلك فوق رأسك كالسحابة والغبرة والظلمة ونحوها. مختار الصحاح ص (٤٨٨).
(٢) انظر صحيح الإِمام مسلم (١: ٥٥٣)، مسند الإِمام أحمد (٥: ٢٤٩، ٢٥١، ٢٥٥، ٢٥٧، ٣٤٨، ٣٥٣، ٣٦١)، شرح حديث النزول لابن تيمية ص (٥٥).
(٣) سورة البقرة: آية (٢١٠).
(٤) أنظر شرح حديث النزول ص (٥٥، ٥٦)، مختصر الصواعق (٢: ٤٠٦).
(٥) هذه الرواية لم أجدها في ذكر محنة الإِمام أحمد جمع حنبل بن إسحاق المطبوعة بتحقيق الدكتور محمد نعس سنة ١٣٩٧ هـ.
(٦) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإِمام أحمد بن حنبل الذهلي الشيباني كان إمامًا خبيرًا بالحديث وعلله وهو الذي رتب مسند والده وروى عنه خلق كثير توفي يوم الأحد إحدى وعشرين من جمادى الآخرة سنة ٢٩٠ هـ. انظر مناقب الإِمام أحمد لابن الجوزي ص (٣٠٦)، شذرات الذهب (٢: ٢٠٣ - ٢٠٥).
(٧) شرح حديث النزول ص (٥٦).

<<  <   >  >>