للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك السكون أيضًا" (١).

تلك بعض أدلة ابن حزم من طريق النص والنظر على أن الله تعالى خالق أفعال العباد خيرها وشرها كل ذلك مخلوق خلقه الله عز وجل، وهو تعالى خالق الاختيار والإرادة والمعرفة في نفوس عباده، ولا عذر لأحد بما قدر الله تعالى لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهو الحاكم الذي لا حاكم عليه ولا معقب لحكمه يقول تعالى: "فعال لما يريد" (٢).

مذهب ابن حزم في أفعال العباد أنها مخلوقة لله تعالى وهذا مذهب السلف وهو المشهور من مذاهب العلماء.

يقول ابن تيمية: "أفعال العباد مخلوقة باتفاق سلف الأمة وأئمتها كما نص على ذلك سائر أئمة الإسلام الإمام أحمد ومن قبله ومن بعده حتى قال بعضهم: من قال إن أفعال العباد غير مخلوقة فهو بمنزلة من قال: إن السماء والأرض غير مخلوقة" (٣).

وجل العلماء نصوا على أن الله سبحانه هو الخالق لأفعال عباده.

من هؤلاء: البخاري (٤)، والماتريدي (٥)، وأبو يعلى (٦)،


(١) الفصل لابن حزم (٣: ٩٤، ٩٥).
(٢) سورة هود: آية (١٠٧).
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية (٨: ٤٠٦).
(٤) انظر كتاب خلق أفعال العباد للبخاري ص (١٧).
(٥) انظر تأويلات أهل السنة للماتريدي (١: ٢٨١)، ورسالة في العقائد على مذهب الماتريدي ص (٣/ ب، ٤/ ب).
(٦) انظر المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى ص (١٢٦ - ١٢٨).

<<  <   >  >>