للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} " (١).

وإن قالوا: إن الله تعالى خلق كل ذلك، ولكن لا يضاف شيء منه إلى الله عز وجل على الوجه المذموم، ولكن على الوجه المحمود، قلنا هذا قولنا فيما سألتمونا عنه (٢).

تناول ابن حزم بالبحث تحت عنوان التعديل والتجوير مسألتين:

عدل الله تعالى وتنزيهه عن الظلم.

والتحسين والتقبيح.

فأثبت في المسألة الأولى أن الله عدل لا يجور ولا يظلم، ولا يصح نسبة الظلم والجور إليه.

وهذه المسألة محل اتفاق بين المسلمين، وسائر أهل الملل فعندهم أن الله تعالى عدل قائم بالقسط، لا يظلم شيئًا بل هو منزه عن الظلم (٣).

ولكن حصل الاختلاف في معنى الظلم الذي ينزه الله عنه.

ونرى في نفي ابن حزم الظلم عن الله تعالى وعدم صحة نسبة الجور والظلم إليه أنه علل ذلك بأن الله هو الحاكم المطلق، والخالق لكل ما دونه وأنه لا يسأل عما يفعل .. إلى آخر ما ذكر.


(١) سورة الحديد: آية (٢٢).
(٢) انظر الفصل لابن حزم (٣: ٩٨، ١٠٥، ١٢٢).
(٣) انظر رسالة في معنى كون الرب عادلا في تنزهه عن الظلم لابن تيمية ضمن جامع الرسائل المجموعة الأولى ص (١٢١).

<<  <   >  >>