للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلب بحثنا وكتاب الفصل (١) كما تدل عليه تسميته هو مجموعة من الرسائل المتفرقة. كرسالة المفاضلة بين الصحابة وإظهار تبديل اليهود والنصارى للتوارة والإنجيل، والإمامة، وذكر العظائم المخرجة إلى الكفر. وحكم من قال إن أرواح أهل الشقاء معذبة إلى يوم الدين، وهو بمجموعه يشتمل على ستة مجلدات كما ذكر ذلك أبو محمد بن العربي (٢). وقد كتبه أبو محمد في أوقات مختلفة اذ لا يمكن ان يكون كتبه في سن مبكرة، لأن ما يشتمل عليه لا يحصل الا بعد اطلاع واسع على كثير من المصادر والمراجع وبعد نضوج عقلي تام. وقد ذكر في جزء منه ما يدل على أنه كتبه في حدود أربعين وأربعمائة من الهجرة تقريبًا. (٣)

ويسمى أبو محمد هذا الكتاب أحيانا الديوان (٤) وهو عبارة عن تاريخ انتقادي للمذاهب البشرية عموما أهل الأديان وغيرهم، وهو لا يتناول فيه نحلة إلا عرف دقائقها، وحاور فيه كأحسن ما يحاور فيلسوف، وقد جادل جدالا استأثر بكل ما فيه من ذكاء وعمق وبصر نافذ، وهو لا يبارى في نقد تلك الأديان، وكذلك في نقد الفرق الإسلامية وقد خص معظم الجزء الأول والثاني لمناقشة أقوال الفلاسفة، وكل اعتماده في


(١) الفصل بكسر الفاء جمع فصله، وهي النخلة المنقولة أي مفتصلة عن موضعها. وإن كانت التسمية بفتح الفاء فالمقصود ظاهر أي القضاء بين الحق والباطل في الملل والأهواء والنحل. انظر القاموس ج ٤ ص ٣٠.
(٢) انظر معجم الأدباء لياقوت ج ١٢ ص ٢٤٢.
(٣) انظر الفصل ٣/ ٢١.
(٤) انظر الفصل له ج ١ ص ١٠٧، وج ٤ ص ١٧٨، وج ٥ ص ٧٠.

<<  <   >  >>