وابن حزم الفقيه، وابن حزم محدثا، وابن حزم ناقدا ومفكرا، ولم يكتب عن الإلهيات عند ابن حزم - فيما أعلم - مع ما لهذا الجانب من الأهمية القصوى فكان لهذا موطن اختياري.
وبعد الاطلاع على كثير من محتويات الموضوع ومباحثه رأيت أن أجعله في بابين يحتص الباب الأول بالتعريف بشخصية ابن حزم والثاني: في أصل الموضوع الإلهيات، وقبل أن أبين محتويات كل باب أشير إلى طريقتي التي تناولت فيها الموضوع بالبحث وهي:
إني قد جعلت الكلام على كل صفة بمفردها مع أن البعض منها لا يختلف فيه رأى ابن حزم فهو واحد حقيقة، وإن اختلف لفظها، لأن النقد لا يجمعها كلها فكل صفة عندنا تختلف عن الأخرى بمعناها وأدلتها.
وحرصت كل الحرص على عرض مذهب ابن حزم في صورة مبسطة مختصرة مع ذكر أدلته التي اعتمد عليها.
وقد اعتمدت في أخذ مذهبه على كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل، وهذا الكتاب عبارة عن عرض للمذاهب المختلفة ونقدها.
فكنت أستخلص رأيه من مناقشاته للفرق الإسلامية ومن ردوده عليها، ومما اعتمدت عليه في معرفة مذهب ابن حزم كتابه المحلى وفيه عرض مذهبه صراحة.
وعلى كتابه الأصول والفروع حيث يحتوي على بعض المباحث من موضوعنا.