للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتغير الإخوان، وفساد الأحوال وتبدل الأيام وذهاب الوفر. والخروج عن الطارف والتالد، واقتطاع مكاسب الاباء والأجداد والغربة في البلاد وذهاب المال والجاه والفكر في صيانة الأهل والولد واليأس من الرجوع إلى موضع الأهل (١).

وقد استقرت النوى بهذا المجاهد العظيم بعد أن طوف في مدن الأندلس وقراها بقرية بلده من بادية لبله، وقيل في منت ليشم، وهي قرية ابن حزم، فتوفى فيما ذكره صاعد نقلا من خط ابنه أبى رافع أن أباه: "توفى رحمه الله عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة فكان عمره - رحمه الله - إحدى وسبعين سنة وعشرة أشهر، وتسعة وعشرين يوما (٢) ".

وعلى هذا جرى كثير ممن أرخوا لابن حزم، ولم يرو خلافه، إلا عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن العربي: "بأنه توفي جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وأربعمائة (٣) "، وهذه رواية شاذة مخالفة للجمهور.


(١) طوق الحمامة ص ٣٢٣، ٣٢٤.
(٢) الصلة ب ٢ ص ٣٩٦. وانظر وفيات الأعيان ج ٣ ص ٣٢٨. ومعجم الأدباء ج ١٢ ص ٢٣٦، ٢٤٨، وسير النبلاء ص ٥٢، وتذكرة الحفاظ ج ٣ ص ١١٥٤. ومرآة الجنان جـ ٣ ص ٧٩. والبداية والنهاية جـ ١٢ ص ٩٢. وتاريخ الحكماء ص ٢٣٣.
(٣) انظر معجم الأدباء ج ١٢ ص ٢٤٠. وتذكرة الحفاظ ج ٣ ص ١١٥٤.

<<  <   >  >>