مسرح الإنسانية دور المحسن الكريم. إن أساتذة الجامعات في الولايات المتحدة هم الذين يشنقون الزنوج الأمريكيين على جذوع الأشجار، وهم الذين ينشرون الظلم الأمريكي في العالم. إن هؤلاء الأساتذة يملكون توجيه الناشئة في أيديهم، والناشئ الأمريكي لا يولد وهو يحمل العداوة للشعوب الملونة، ولكنه يحملها بعد أن يولد، يُحَمِّلُهُ إِيَّاهَا أَبَوَاهُ أَوْ مُعَلِّمُوهُ أَوْ قَادَتُهُ. فكيف يصح في العقل أن الأساتذة الأمريكيين الذين يعلمون أهل الأرض يعجزون عن تعليم أبنائهم؟ أما نحن العرب فإننا خَيِّرُونَ، على اختلاف أصولنا ومذاهبنا. وما تناحرنا الحاضر إلا لأن المصالح الأجنبية تتعهدنا بالشر. يجب على الحكومات العربية كلها أن ترقب نشاط هذه المؤسسات الأجنبية كلها - والمؤسسات العلمية في الدرجة الأولى حتى يرتفع الشر كله من البلاد العربية.
لقد كان هذا المنتظر أَنْ يُحْدِثَ كِتَابُ " لبنان الطائفي " ضَجَّةً لأنه تكلم عن نفر من ذوي المراكز المرموقة وعن بعض المؤسسات بما يوجب اتهام بعضها عند بعض في قوميتها ووطنيتها، حسب ما ينظر كل فريق من الفريقين إلى القومية وإلى الوطنية. ثم إنه سمى أشياء بأسمائها ونسبها إلى أشخاص بأسمائهم. ولكن ضياع أثر الكتاب بعد خفوت صوته دليل على أنه لم يلق «تَرْوِيجًا»، إِذْ يَبْدُو أَنَّ الذِينَ كَانَ يَهُمُّهُمْ أَنْ يَظْهَرَ هَذَا الكِتَابُ عَلَى مَا تَخَيَّلُوا لِيُرَوِّجُوا لَهُ رَأَوْهُ، بَعْدَ أَنْ طُبِعَ، عَلَى خِلاَفِ مَا أَمَّلُوا فَسَكَتُوا. أما رأينا في هذا الكتاب فهو أنه يجب على المواطنين المحبين لوطنهم أن يقرأوه حتى يعرفوا الزوايا التي يهب علينا منها ريح الاستعمار، وَالحُفَرِ التي تثب منها القلاقل والفتن.
ج - " الاستعمار عدو الشعوب ":
هذا الكتاب بقلم عبد العزيز فهمي (١)، ويمتاز بأنه يحاول أن يرى الاستعمار في صوره المختلفة، غير أنه يؤكد جوانبه المادية وحدها ويُعَرِّجُ عَلَى التَّبْشِيرِ تَعْرِيجًا. هذا الكتاب يضرب أمثلة مفيدة تساعد على فهم الاستعمار الغربي النازل بالشرق مع المشاريع الاقتصادية الغربية.
• • •
وهنالك كتاب آخر لا بُدَّ من ذكره هنا وإن كنا لن نأخذ منه شيئًا ولن نعطيه شيئًا ولن