الروحي الإسلامي ويبدل كثيرًا من المثل العليا فيه. والغالب أن مثل هذا البيت لا ينشأ على اللغة العربية، أو قد ينشأ على لغة أجنبية إلى جانب اللغة العربية. وإذا علمنا أن اللغة الأجنبية تكون في هذه الحال لغة الأم أدركنا تأثير تلك اللغة على الأولاد وخصوصًا حينما يكون الأب جاهلاً لتلك اللغة أو قليل المعرفة بها.
ثم يجب أن ندرك وراء كل ريب أن الزواج بالأجنبيات ينشأ دائمًا من دواع عارضة: من استلطاف في أمر من الأمور، أو فورة عاطفية، أو ألفة في رحلة، أو هربًا من نفقات الزواج في الشرق، أو من جُبْنٍ اِجْتِمَاعِيٍّ في البيئة التي نشأ فيها الشاب المسلم وانفتاح البيئة الجديدة التي وجد فيها نفسه، أو ما يشبه ذلك من الأمور الوقتية الزائلة. وكذلك يجب أن نعلم أن أشخاصًا كثارًا لهم قيمة اجتماعية أو سياسية أو قيمة ذاتية على الأقل وضع في طريقهم فتيات تزوجوهن ثم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الإنسلاخ من بيئتهم فخسرتهم بيئتهم وفقدت بفقدهم عاملاً قويًا في إنهاضها أو إصلاحها.
ويتمثل الخطر في الزواج بالأجنبيات في صورة بارزة جِدًّا حينما تكثر الزوجات غير المسلمات في البيئات الإسلامية فتتخلخل حينئذٍ تلك البيئات وتضعف الحياة الإسلامية فيها. ويحسن أن نذكر أيضًا أن الزواج بالأجنبيات يترك آثارًا سيئة في الأسرة والمجتمع. إن الصدمة النفسية،التي تصيب فتاتنا إذا رأت قريبها أو مواطنها من بني أمتها قد آثر عليها أخرى أجنبية، تعظم أحيانًا حتى تحمل تلك الفتاة على نقمة مرة تنتهي بكبت أو ثورة عنيفة أو استهتار هادئ، وكل ذلك شر كبير. وكذلك يسلب الزواج بالأجنبيات مجتمعنا عددًا من الرجال فيزيد فيه عدد النساء، فيخلق ذلك لنا مشكلة اجتماعية أو يعقد المشكلة الناشئة في مجتمعنا الشرقي، وفي المجتمع العربي إلى حد أبعد، من زيادة عدد النساء على الرجال. إن زواج الشرقيين بالغربيات يحل، في هذه الناحية، من مشاكل المجتمع الغربي ليزيد في مشاكل المجتمع الشرقي. وهكذا يكون الغربيون، قصدوا هم أو لم يقصدوا وأردنا نحن أو لم نرد قد وصلوا إلى أهداف لهم سياسية ودينية. وأشد من ذلك إيلامًا أن نفرًا من قادة العرب ونفرًا من القائمين على رأس الحركات القومية العربية متزوجون بأجنبيات. فكيف يستطيع هؤلاء أن يكونوا ذوي بأس وصلابة في كفاحهم القومي وفي بيئتهم بينما أولادهم يرثون من الحمية الفرنسية من أمهم مثلاً مقدارًا كالمقدار الذي يرثونه من الحمية العربية من أبيهم.
• • •
ويتوسل المبشرون إلى التأثير في أذهان الشرقيين بالأبنية الفخمة العظيمة. إن كنائس