للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشياء أيما انعكاس.

وقد أصبح علينا، في هذه الغمرة من اختلال المقاييس وتشويه القيم، أن نصطلح على معنى واحد واضح لكلمة «العَيْبِ» في لبنان.

فلا يكاد أحدنا يأتي عملاً أو يقول قولاً (١) حتى تنقبض بعض الوجوه وتنطلق بعض الألسن: «عَيْبٌ، عَيْبٌ» ..

عيب أن نعتب على «المطران» (٢)، وليس بعيب على سيادته أن ينشئ في لبنان سفارة لإسرائيل!

عيب أن نعتب على وزير مسؤول لإرساله «برقية حكومية رسمية» بالتعزية في سمسار لليهود، وليس بعيب أن يبعث بهذه البرقية للوزير المسؤول!

عيب أن نطالب الحكومة بما يحدد موقفها من الاتهامات الكبرى التي توجه عَلَنًا في دمشق إلى «شخصيات لبنانية»، وليس بعيب أن تلزم الحكومة في هذا الأمر جانب الصمت العميق ..

عيب أن يرتفع صوت المرء بالعقيدة التي يؤمن بها، والفكرة التي يعتنقها، ويعمل صادقًا من أجل العقيدة والفكر، وليس بعيب أن يصبح المرء دونما عقيدة ولا فكر بعد أن كان من أبطال العقائد والأفكار ..

وعيب بعد ذلك أن نقول للأعور أعور، وليس بعيب أن يزيد الأعور عمى في البصر والبصيرة ..

هكذا تصبح المقاييس عندنا في آخر الزمان ..

.. عيب، صحيح عيب!

• • •

على أن الواقع يقضي بأن نقول: إن الشيخ (بطرس الجميل) (٣) قد قال لأحدنا الدكتور (عمر فروخ)، إنه والكثيرين من ذوي الرأي لا يقرون (المطران مبارك) على أقواله وأعماله، وإنهم عاتبوا (المطران مبارك) عتابًا مُرًّا. إلا أن هذا العتاب ناقص


(١) المقصود: عَمَلاً في دفاع عن كرامة وَقَوْلاً فيه مطالبة بحق.
(٢) (المطران مبارك)، وكان قد كتب كتاب توصية بإفراد إلى بعض الهيئات الإسرائيلية.
(٣) رئيس حزب منظمة الكتائب اللبنانية.

<<  <   >  >>