للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في حقيقتها معركة من معارك استعمار الشرق. ولقد أرغم العرب في أثناء هذه الحرب على هدنة أربعة أسابيع (١)، أخذت فيها المؤسسات الغربية كلها تساعد اليهود، حتى مؤسسة الصليب الأحمر الدولي. والمفروض في مؤسسة الصليب الأحمر أن تواسي الجرحى أَيًّا كَانَ دِينُهُمْ وَأَيًّا كَانَ جِنْسُهُمْ. ولكن هذه مهمة الصليب الأحمر خارج الشرق. أما في الشرق، وفي الحرب بين العرب واليهود، فمهمته الإجهاز - عمليًا ومن سبيل الإهمال - على العرب ثم مساعدة اليهود.

نشرت جريدة " الديار " (بيروت، السنة الرابعة، العدد ١٦٢٨، الصادر في ٧ تموز ١٩٤٨، الصفحة الثانية) احتجاجًا للدكتور (جورج حنا) رئيس لجنة إغاثة فلسطين في بيروت وعضو جمعية الصليب الأحمر اللبناني وأحد الكتاب الأحرار الإنسانيين نثبته كاملاً في ما يلي:

" متى الصليب الأحمر الدولي يتحيز لليهود "

كتاب الدكتور (جورج حنا) رئيس لجنة إغاثة فلسطين.

«حضرة (المركيزة دو فريج) رئيسة جمعية الصليب الأحمر اللبناني المحترمة.

تحية واحترامًا. وبعد، أرى من واجبي أن أطلع حضرتك على المعلومات التي وصلتني مؤخرًا عن مستشفى الصليب الأحمر اللبناني الموجود في عكا. وإنه ليؤسفني جِدًّا بهذه المناسبة أن أتقدم بالشكوى المرة من الإهمال الذي يبديه الصليب الأحمر الدولي تجاه المستشفى المذكور بالرغم من أني فهمت أن مؤسستكم كانت كلفته برعايته بعد احتلال عكا من قبل القوات الصهيونية. فعدا عن أن الصليب الأحمر الدولي لم يهتم بإعادة الأطباء والممرضات والمساعدين اللبنانيين إلى لبنان كما تفرض عليه رسالته الإنسانية، فإنه ما زال يبرهن عن تغاضيه عن مساعدة هؤلاء اللبنانيين الذين دفعتهم إنسانيتهم لتحمل المشاق لمساعدة الجرحى والمنكوبين. وفيما نرى الصليب الأحمر الدولي يعنى بتموين ورعاية الجرحى واللاجئين والمحاصرين من اليهود فهو يتظاهر بالعجز عن مساعدة مستشفى الصليب الأحمر اللبناني.

إن جميع المعلومات التي وصلتنا من مصادر لا يشك بثقتها تدل على أن الأشخاص


(١) راجع الحاشية ١ من الصفحة ٣٠.

<<  <   >  >>