للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النظام كان يستخدم آنذاك عوضًا عن ترقيم الصفحات في عصرنا هذا.

وله أكثر من طريقة للضرب على الخطأ، منها أنه يخط خطًّا أفقيًّا على الكلام الخطأ، بحيث يُقرأ الكلام من تحته، وهذه طريقة معروفة. وله طريقة أخرى خاصة. وهي أنه يحكّ أو يكشِط الكلمة الخطأ مِنْ الورق، وهذه الطريقة مذمومةٌ عندهم؛ لأنه لا يمكن للقاراء قراءة الكلمة المُزَالة، مما يُفقد الثقة بالمخطوط (١)، ولكنه تلافيًا لهذا المحظور كان يُراعي في أثناء كَشْطِ الكلمة ألَّا يُزيلها بشكل كامل، بل يترك أثرًا لها، بحيث يتمكَّن القاراء من قراءتها بعد الكَشْط (٢). وهذا منهج خاص به.

والمخطوطُ مقابَلٌ، ومراجَعٌ، ومصحَّحٌ على ابن عُرْوة نفسِهِ.

ومن دقَّة الناسخ أنه ميَّز بين الكتاب والحواشي التي عليه، فلم يُقْحِمها في المتن، بل مازَ بينها وبين اللَّحَق، فكتب في الحاشية الرمز التالي (حشـ) قبالة الكلام المراد التعليق عليه، ثم يكتب التعليق، وتقدَّم بيان أن هذه التعليقات والحواشي لابن كثير نفسه.

ثم وجدت الحافظ الناجيَ قد نَصَّ في قَيْد فراغ بعض مجلدات الكواكب أنه استنتج بعض إخوانه بعض الكراريس منه، كما في المجلد (٤١/ ق ٢٤٣/ أ)، والمجلد (١٢٠/ ق ٢٤٤/ أ)، بل إن هذا المجلد (٨٣)


(١) انظر «الإلماع» للقاضي عياض ص ١٧٠ - ١٧١.
(٢) انظر مثلًا: (ق/ ١٩١/ أ)، السطر (٧) حيث كشط «لا»، و (ق/ ١٩٨/ ب) السطر (١)، حيث كشط «ال» من كلمة «الولد»، وأضاف «هـ» فوق الدال من الكلمة نفسها.

<<  <   >  >>