للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المجاز تسميتهم باسم بعض١ يقول القائل من على رأس كذا يريد نفسه وقال تعالى: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} النساء ٣ أى ملككم ومن ذلك قوله فظلت أعناقهم لها خاضعين الشعراء ٤ أى فظلوا ومن ذلك قوله عليه السلام: "على اليد ما أخذت حتى ترد" ٢ وقد فرع مشايخنا على هذا مسألة إضافة الطلاق إلى اليد والرجل وقد بينا فى الخلافيات وعلى هذا الأصل تفريعات كثيرة.

ومن المجاز تسميتهم الشىء باسم الشىء على معنى التشبيه٣ قال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد: "هو سيف من سيوف الله عز وجل" ٤ أى كالسيف فى إمضائه وركب فرسا لأبى طلحة فقال وجدناه بحرا شبهه به لسعة الجرى ومنه تسمية الشجاع أسدا والبليد حمارا والشرير كلبا.

ومن وجوه المجاز أيضا تسمية الشىء باسم ما يقابله٥ مثل قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: ٤٠] سمى الثانى سيئة وأن كان جزاء السيئة حقيقة لأنه يقابله وكذلك قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: ١٩٤] فسمى الثانى اعتداء لمكان المقابلة ومن المجاز تسمية الشىء باسم غيره إذا قام مقامه وسد مسده وقد ورد هذا فى الأشعار.

ومن المجاز حذفهم بعض الكلام على وجه لا يؤدى إلى الالتباس قال الله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: ٨٢] أى أهل القرية وقال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: ١٩٧] أى وقت الحج أشهر معلومات.

ومن المجاز أيضا الاستعارة فإن العرب تستعير الشىء لنوع مقاربة بينهما قال الله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: ١٨٧] .


١ انظر المحصول ١/١٣٦.
٢ أخرجه أبو داود البيوع ٣/٢٩٤ ح ٣٥٦١ والترمذي البيوع ٣/٥٥٧ ح ١٢٦٦ وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه الصدقات ٢/٨٠٢ ح ٢٤٠٠ وأحمد المسند ٥/١٢ ح ٢٠١٠٩ انظر نصب الراية ٤/١٦٧.
٣ انظر المحصول ١/١٣٥.
٤ أخرجه البخاري فضائل الصحابة ٧/١٢٦ ح ٣٧٥٧ ومسلم الزكاة ٢/٧٤٣ ح ١٣٥/١٠٦٤ ولفظ الحديث عند البخاري والترمذي المناقب ٥/٦٨٨ ح ٣٨٤٦ وأحمد المسند ٤/١١٢ ح ١٦٨٢٩.
٥ انظر المحصول ١/١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>