للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي سنة ١٨٦٦ أنشئت ببيروت الكلية الأمريكية، ثم أخذت تتسع على مر الأيام حتى صارت جامعة بها فروع للطب والتجارة والآثار والآداب، ولها قسم إعدادي، وبها مرصد فلكي، وصارت قبلة كثير من طلاب العرب، وبخاصة بعد أن ازداد نفوذ الإنجليز في الشرق العربي بعد الحرب العالمية الأولى، وفي سنة ١٨٧٤ نقلت الكلية اليسوعية إلى بيروت واهتمت بتعليم اللغات والآداب، وبها ثلاث شعب رئيسية: الحقوق والهندسة والطب، والتعليم فيها باللغة الفرنسية، وبها مكتبة من أنفس المكتبات العربية، وعنى اليسوعيون بنشر المخطوطات العربية القديمة، وبوضع المعاجم اللغوية.

وانتشرت المدارس الطائفية بلبنان كان أقدمها مدرسة "عينطورا" سنة ١٨٣٤، ولا تزال مفتوحة حتى اليوم، وقد تعلم فيها كثير من زعماء النهضة اللبنانية، وأنشأ المعلم بطرس البستاني المدرسة الوطنية في سنة ١٨٦٣، وتتابعت المدارس لكل طائفة مدرستها ونظمها، واهتم المسيحيون بتعليم البنت لما تؤديه الأم المثقفة لبنيها، وللوطن من أياد جليلة.

وإذا كان التعليم قد ارتقى بلبنان، والنهضة أخذت تزدهر فيه منذ الربع الثاني من القرن التاسع عشر، فإن دمشق وحلب ظلتا متخلفتين، ولم تنشأ بهما إلا المدارس التي أسسها بعض الغرباء.

كان طابع النهضة في بلاد الشام من أول الأمر أدبيًا بعكس ما رأيناه بمصر، وذلك لوجود الطوائف الدينية، والإرساليات التبشيرية ممازج بهم في لجج الجدل الديني، ودعا هذا إلى الاهتمام باللغة والأدب، وكان لاتصالهم بالثقافات الأجنبية في قوت مبكر أثره في حذق كثير منهم للغات الأجنبية، والإقبال على القراءة.

وسبق السوريون في بلادهم بإصدار الصحف السياسية، فصدرت مرآة الأحوال بحلب سنة ١٨٥٥، وإن لم تعمر أكثر من عام واحد، ثم صدرت حديقة الأخبار ببيروت سنة ١٨٥٨، وظلت تصدر حتى سنة ١٩٠٩، ومن الصحفيين

<<  <   >  >>