١٩١٩، وإنما تلك النهضة ترجع في رأيه أولًا وقبل كل شيء إلى المجالات العلمية والأدبية:"المجلات وحدها هي التي أخذت بيدنا، وأفسحت أمامنا سبيل الخوض في عباب الأسلوب اليقيني الحديث، وهي التي قادت دقة الفكر في مصر، وهو يجتاز الأسلوب الغربي العميق لتكييف النهضة على صورة بددت سحب الحياة القديمة بما فيها من ظلمات الفكر المجرد لتكشف لنا عن شمس الأسلوب اليقيني"، أما كيف وجدت هذه المجلات، ومن الذين حرروها، وكيف تعلموا وأين، وكيف تهيأت له عوامل النهضة، فذلك أمر لم يخطر له على بال "المقتطف فبراير ١٩٢٦".
ويقول إسماعيل مظهر في مستهل العدد من مجلة العصور مفندًا مزاعم من يقول إن الأدب قد تجدد:"إن هذا التجديد لا يتجاوز الاعتقاد في أن أساليب الكتابة قد تنوعت، وأن العربية قد غزتها أساليب جديدة تختلف اقترابًا وابتعادًا عن انتحاء أساليب القدماء على مقتضى المنازع التي ينزع إليها الكتاب"، وأنكر أن يكون مجرد تجديد العبارات تجديدًا في الأدب، إلا بأن يكون المقصود أن تبدل الظواهر دليل على تغيير العناصر، إنما يصبح التجديد تجديدًا حقيقيًا بأن يخلق نهضة جيدة إذا قام على مدرسة تنبذ مدرسة القدماء: قوة سبك، وحسن أسلوب، ورصانة، من حيث اللغة والإنشاء، وتتخذ الطرق العلمية في البحث الأدبي قاعدة لما تدعي أنه تجديد في الأدب".
وكان بها باب ثابت لتراجم العظماء وهم -طبعًا- أعلام الفكر والأدب بأوروبا دون سواهم من أمثال: لا مارك، وشوبنهور، وكانت، ورينان، وكارل ماركس، وأهم نظرياته الفلسفية والاقتصادية، كما كان بها باب "ثمار الفكر الغربي"، وفيه تلخص بعض المؤلفات الغربية.
ومن المجلات التي استلهمت الثقافة الغربية، واعتمدت عليها في معظم مادتها "الجديد" لمحمد حسن المرصفي "١٩٢٨"، وفيها كتب طه حسين والعقاد والمازني والزيات وهيكل، ولكنها على الرغم من لونها الغربي لم تتهجم على الأديان، ولم تسفه العقلية العربية.