وكانت هناك مجلات محافظة من أمثال عكاظ "١٩١٣-١٩٣١"، وكانت غايتها "إحياء اللغة العربية"، وتخليص اللسان مما يرتضخ فيه من المعجمة التي كادت تكتسح لغتنا، والدخيل الذي يهددها بالزوال في كل آن.
كتب فيها المنفلوطي، ومحمد صادق عنبر، والرافعي، وفيها تهجم المازني على حافظ إبراهيم، واتهمه بالسرقات الشعرية.
ومن هذه المجلات المحافظة "الزهراء لمحب الدين الخطيب ١٩٢٤"، ويقول في العدد الأول منها:"إن الناطقين بالضاد لن تثبت لهم نهضة إلا على دعامتين إحداهما المرونة في اقتباس ما في حضارات الأمم الأجنبية من وسائل القوة، ونظم الإدارة وانصراف الفرد إلى التخصص بعمل يجد لتجويده، والثانية الاحتفاظ بتقاليدنا التاريخية، وأوضاعنا الوطنية، وسجايانا القومية، ولساننا الغني الأصيل.
ومن هذه المجلات المعرفة للإسلامبولي "١٩٣١-١٩٣٤"، وكتب فيها مصفطى عبد الرزاق، ومحمد فريد وجدي، وأحمد شفيق، وحامد عبد القادر، وكانت تعمل على ربط البلاد الشرقية بعضها ببعض، ولكنها لم تغفل الثقافة الغربية، فكان بها باب ثابت عنوانه "في الأدب الغربي".
أما النوع الثالث من المجالات فهو الذي جمع بين الثقافتين، وسار في حركة التجديد باعتدال، وعلى رأس هذا النوع السياسة الأسبوعية "١٣ مارس ١٩٢٦"، يحررها هيكل، ويكتب فيها طائفة من المثقفين ثقافة غربية.
عنيت السياسة الأسبوعية بالأدب الغربي: أعلامه، ومذاهبه، وألوانه وفنون ففيها دراسات عن الأدب الروسي، ورجالاته، وفي مقدمتهم ليون تولستوي، وأنطون تشيكوف وتورجنيف وجوركي، ويكتب هيكل عن أناتول فرانس، وأوجست كونت، وشيلي، وجيته، ونرى فيها أبحاثًا عن: إسكندر دوماس، وحياة فولتير، وجان جاك روسو، وأمرسون، وبوب، وهايني، وملتون، وإيبسون، وهازلت، وأوسكار وأيلد وكيبلنج، وتعريف بالأدب الألماني، وبالأدب الهندي، والمذهب الرمزي في الشعر.