ثمة خلاف، وأن الروايتين لا تختلفان، وأن السيد محقق الكتاب «خورشيد أحمد فارق» لم يشر إلى شيء مما أشار إليه السيد «حميد الله» . ولعله وقع عليه ولكنه لم يجد ما يستحق الإثبات، إذ ليس هذا موضع خلاف، إلا إذا سبق إلى الظن أن الكلمة تدل على من كانوا غير مسلمين، وفي هذه كان لا بد أن ترسم «نصارى» بالياء.
وثالثها: عند الكلام على المستهزءين من قريش فالنص في المحبر (ص ١٥٨) :
«المستهزءون من قريش وماتوا ميتات مختلفات كفارا، منهم: العاصي بن وائل السهمي، والحارث بن قيس بن عدي الكلبي، وهو صاحب الأوثان، وكان إذا مر بحجر أحسن من الّذي عنده أخذه وألقى الّذي عنده، وفيه نزلت (أَفَرَأَيْتَ من اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) ٤٥: ٢٣ «١» . والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى.
والوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والأسود بن عبد يغوث ابن وهب بن عبد مناف بن زهرة» .
إلى هنا ينتهى نص «المحبر» ، وهو كذلك في «المنمق» ليس فيه غير خلاف واحد في اسم، الحارث بن قيس بن عدي، فقد جعله «المحبر» من «كلب» فقال «الكلبي» وجعله «المنمق» من «سهم» ، فقال «السهمي» .
وأما ما بعد هذا فقد ساق «المنمق» زيادة طويلة، وهي تقع في النسخة المطبوعة (٤٨٤- ٤٨٧) :
«فأما سبب موتهم فإن العاصي بن وائل خرج في يوم مطير على راحلته ومعه ابنان له يتنزه ويتغذى، فنزل شعبا من تلك الشعاب، فلما وضع قدمه على الأرض صاح، فطافوا فلم يروا شيئا، فانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير، فمات من لدغة الأرض.
وأما الحارث بن قيس فإنه أكل حوتا مالحا فأخذه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انقد «٢» ، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد.