ولقد كان الفراغ من كتابة هذه النسخة سنة عشر وسبعمائة. وكانت قراءة هذا القارئ- الّذي هو أحمد بن عمر- سنة (٧٤٣ هـ) كما قدمنا، أي كان بين نسخها وقراءته لها نحو من ثلاثين عاما.
وعبارات التمليك التي على الصفحة الأولى التي بها العنوان هي بين سنتي (٩٩٩ هـ) وسنة (١٠٢٣ هـ) .
ترى هل دسّت الصفحة الأولى على الكتاب، ويكاد خطها بما فيه من مغايرة قليلة يملى شيئا من هذا؟ ولكن تلك الزيادة التي زادها هذا القارئ بخطه، والتي تتصل بعنوان الكتاب، تدفع هذا وتجعل الصفحة الأولى من الكتاب ومن تلك المخطوطة منذ نشأتها.
إذن فالكتاب كان يحمل اسما آخر، وأن هذا الاسم يرجع إلى أوائل القرن الثامن الهجريّ. أي بعد وفاة المؤلف بنحو من أربعمائة سنة.
ولكنّا لا نملك دليلا على أنها سبقت تسمية «السهروردي» وإلا لتغير موقفنا من اسم الكتاب، وكان لهذه التسمية الجديدة وضع آخر.
ونكاد نميل إلى أن هذه التسمية جاءت متأخرة أي بعد «السهروردي» وكانت تسمية «السهروردي» جديدة قد شاعت، وتسمية ابن قتيبة قديمة قد اختفت، وكان بين التسميتين نوع من المشاركة، فغلبت تسمية السهروردي.
وكانت النسخة لا تحمل عنوانا فحملها الكاتب هذا العنوان من عنده، ولم يفطن لما جاء في ختامها من التسمية الصحيحة، وكانت هذه التسمية الجديدة.