للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأنداد: ما جذبك عن دين الإسلام، من أهل، أو مسكن، أو عشيرة، أو مال، … والأرباب: من أفتاك بمخالفة الحق، وأطعته مصدقاً ..

وتثبت أربعة أنواع: القصد: كونك ما تقصد إلا الله; والتعظيم، والمحبة، لقوله ﷿ ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ﴾ [سورة البقرة آية: ١٦٥]، والخوف، والرجاء، لقوله ﷿: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [سورة يونس آية: ١٠٧]» (١).

المسألة الثانية: يجب على المسلم أن يحقق لا إله إلا الله بقلبه ولسانه، وجوارحه، فالقلب أن يعتقد بمعناها، واللسان بأن ينطق بها، والجوارح بأن لا يعمل بما يناقضها، قال ابن سحمان: «فلا بدّ في شهادة ألا إله إلا الله من اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، فإن اختل نوع من هذه الأنواع لم يكن الرجل مسلماً» (٢).

المسألة الثالثة: استدل المؤلف للشهادة بقوله تعالى: (﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (آل عمران: ١٨).

فتضمنت هذه الآية شهادة التوحيد، وبيان معناها، وبيان من شهد بهذه الشهادة مع الله، فتضمنت أجلّ شهادة وأعظمها وأعدلها وأصدقها، من أجلّ شاهد وهو الله والملائكة وأولوا العلم، بأجلّ مشهود به وهو تفرد الله بالألوهية.

قال السعدي: «هذا تقرير من الله تعالى للتوحيد بأعظم الطرق الموجبة له، وهي شهادته تعالى وشهادة خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم، …


(١) انظر: «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (٢/ ١٢٢).
(٢) انظر: «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (٢/ ٣٥٠).

<<  <   >  >>