مات - رحمه الله - يوم السبت بالعشيّ، ودفن يوم الأحد بالغداة في داره لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة، وذكره أحمد ابن كامل القاضي قال: توفي أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا مهن شوَّال سنة عشر وثلاثمائة ودفن وقد أضحى النهار من يوم الاثنين غد ذلك اليوم، في داره برحبة يعقوب، ولم يغير شيبه وكان السواد في شعر رأسه ولحيته كثيراً، وأخبرني أن مولده في أخر سنة أربع أو أوّل سنة خمس وعشرين ومئتين. وكان أسمر اللون إلى الأدمة، أعين نحيف الجسم مديد القامة، فصيح اللسان، لم يُؤذن به أحد واجتمع عليه من لا يحصيهم عدداً إلا الله، وصلّي على قبره عدة شهور ليلاً ونهاراً، ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب.
[١٦١ - محمد بن جميل الكاتب التميمي الكوفي]
مولى بني تميم، شاعر مذكور، معروف الشعر، وهو القائل لحميد ابن عبد الحميد الطوسي: طويل:
لئن أنا لم أبلغ بجاهكَ حاجة ... ولم يك لي ممّا وليت نصيبُ
وأنت أمير الأرض من حيث أطلعَتْ ... لك الشمس قرنيها وحيث تغيب
أبا غانم إِني إذا الروضة ازدهت ... لغيري يصفو رعيها ويطيب