جعفر محمد بن العباس بن العباس بن الحسن الوزير فقال فيه: الطويل:
تظلم ديوان الرسائل من كلَهَ ... إلى الملك القرم الهمام وحُقَّ له
ولم يزل أبو الفضل في حياة أبيه وبعد وفاته بالريّ وكور الجبل وفارس، يتطلع إلى المعالي ويزداد على الأيام فضلاً وبراعة حتى بلغ ما بلغ، واستقر في الذورة العليا من وزارة ركن الدولة ورئاسة الجبل وخدمه الكبراء، وإنتجعه الشعراء، وورد عليه المتنبي ومدحه بالقصائد المشهورة التي منها: كامل:
من مبلغ الأعراب أني بعدهم ... شاهدت رسطاليس والاسكندرا
ولقيت كلّ الفاضلين كأنما ... ردّ الإله نفوسهم والأعصرا
منها في وصف بلاغته:
قطف الرجالُ القول قبل نباته ... وقطفتَ أنت القول لما نوّرا
وأخبار ابن العميد مشهورة مذكورة، قد ذكرت في أخبار الوزراء وغيرها وكتب الآداب. وله شعر فمنه ما كتبه إلى أبي العباس العلوي العباسي هذه الأبيات، وهي من مشهور شعره: بسيط:
أشكو إليك زماناً ظلَّ يعركنيعَرْك الأديم ومن يُعدي على الزمن؟ وصاحباً كنتُ مغبوطاً بصحبتهدهراً فغادرني فرْداً بلا سكن
هبّتْ له ريحُ إقبالٍ فطار بها ... نحو السرور وألجاني إلى الحزنِ
نأى بجانبه عَني وصيَّرني ... مع الأسى ودواعي الشوق في قرَن
وباع صفوَ ودادٍ كنت أقصره ... عليه، مجتجهداً في السرّ والعلن
وكان غالى به حسناً فأرخصهُ ... يا من رأى صَفوَ ودٍّ بيع بالثمن!
كأنه كان مطويّاً على إحَن ... ولم يكن في ضروب الشعر أنشدني
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن
[٢٢٨ - محمد بن الحسين التمار الواسطي]
شاعر أنشد له ابن برهان النحوي: طويل:
مشيبك سُقْمٌ غير بادٍ مكانه ... له ألم يَعْيَا به الرجلُ الطَّبُّ
ورُبَّ سُقام مؤلمٍ غير ظاهر ... إذا الجسم لم يألم به ألم القلب