ومن شعره أيضاً: بسيط
بيني وبين النوى ذَحْل فإنْ صدعت ... شملي فعندي تفويض وتسليم
وإنْ تكن نثرتْ سلكي نوى قذفٌ ... فإنَّ سلْكَ رجائي فيك منظومُ
٥١ - محمد بن أحمد أبو سَعد
شاعر كان بالمعرَّة، يدل شعره على وفور أدبه، فمن شعره ما قاله يرثي القاضي أبا مسلم وادع بن عبد الله بن سليمان المعرّي: طويل
أَجدُّكَ ما يصحو لها غمرةٌ سُكْرُ ... تمادت فلا يخلو بها من جوىً صَدْرُ
ولا تسترقُّ القلبَ في الدهر سلوةٌ ... فإنْ طال فينا بعد معقوده الدهرُ
ولا يشتفي بالدمع باك ولو جرى ... إلى قلبه من فيض أجفانه نهرُ
ولا تخمد النارُ المثيرة في الحشاولو مطرت تحت الضلوع لها جمرُ وكيف وقد أصمى أبا مسلم الردىوجنَّبنا حُلوَ الحياة القضا المرُّ
وأغدر فينا بعد إشراق نورهزمان لحاه الله شيمته الغدرُ
فليت الليالي قاسمتنا صروفها ... وكان لها شطر، وكان لنا شطر
أَعاذلتي لو أنصف الموت لم يعشْ ... لموتِ ابن عبد الله عبدٌ ولا حرُّ
وما الشعرُ كفْءُ الرُّزءِ فينا ولو غدالهذا المصاب اليوم يستنفد الشعرُ ولكن جرى رسم بذلك أوَّلٌيعزَّى به مجدٌ ويبقى له ذكرُ
ولما قضى " مجدُ القضاة " تبينت ... جهالة غاوٍ أنَّ قد أزف الحشرُ
بنفسي كريم كان يلفى عُفاتَه ... إذا قابلوه منه قبل النَّدى البشرُ
بنفسي كريم كتبه بعد طيِّه ... يُبيّن علمَ المشكلات لما نشرُ
مضى عن حميد الفعل فينا جزاؤه ... من الله والناس المثوبة والشكرُ