للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن أبي العباس الأبيوردي لنفسه يفتخر: بسيط

يا مَنْ يُساجلُني وليس بمُدرِكٍ ... شأوي وأين له جلالةُ منصبي؟

لا تَتعَبَنَّ فدُونَ ماحاولتَه ... خَرْطُ القَتادَةِ وامتطاء الكوكب

والمجدُ يعلمُ أيُّنا خيْرٌ أباً ... فاسْألهُ تعلمْ أيُّ ذي حسَب أبي

جدِّي مُعاوية الأغَرُّ سَمَتْ بِهِ ... جُرثومةٌ من طِينها خُلِق النبي

ووَرِثْتُه شرفاً رفعتُ منَارَهُ ... فبَنُو أُمَيَّة يفخرون بِه وبي

وبالإسناد قال تاج الإسلام أنشدنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي إملاء بهمذان، أنشدنا الأديب أبو المظفر محمد بن أبي العباس الأبيوردي لنفسه: بسيط

كُفِّي أُمَيْمَةُ غرْبَ اللَّوْم والعَذَلِ ... فليسَ عِرْضي على حالٍ بِمُبتذَلِ

إنْ مَسَّني العُدْمُ فاسْتبْقي الحياءَ ولا ... تُكلِّفيني سؤالَ العُصبة السَفَل

فشِعْرُ مثْلي وخيرُ القولِ أصدَقُهُ ... ما كان يفترُّ عن فخرٍ وعن غزَل

أمّا الهجاءُ فلا أَرضى به كرَماً ... والمدحُ إنْ قلتهُ فالمجدُ يغضبُ لي

وكيفَ أمدحُ أقواماً أوائِلُهُمْ ... كانوا لأسلافيَ الماضينَ كالخَوَلِ

قلت: أشعاره كثيرة وآدابه غزيرة وقد فنّن شعره فنوناً، فأفرد منه نوعاً سمّاه " النجديات "، ونوعاً سماه " العراقيات " إلى غير ذلك، وإنما ذكرت هنا بعض ما صحّت به الرواية، وذكر أبو زكريا يحيى بن مَنْدَه الأصبهاني أن الأديب أبا المظفر مات في يوم الخميس عشرين من شهر ربيع الأول بين الظهر والعصر سنة سبع وخسمائة وصلي عليه في الجامع العتيق بأصبهان رحمه الله تعالى.

<<  <   >  >>