أولاً: ابتدأ المؤلف ببيان سبب تأليف هذه المقدمة، وهو: أن بعض الإخوان سأله أن يبين له قواعد كلية تعينه على أمرين، هما:
١ - فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه.
٢ - معرفة الدليل الفاصل بين الحق والباطل من الأقوال التي قيلت في التفسير.
ثانيًا: أشار المؤلف إلى أمرين متعلقين بالتفسير:
الأول: قوله: «فإنَّ الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسمين، والباطل الواضح والحق المبين».
والكتب المصنفة عنده على نوعين:
النوع الأول: الكتب التي تنقل أقوال السلف (أي: الصحابة والتابعين وأتباع التابعين) صِرْفَة (أي: غير مخلوطة بآراء المتأخرين)، وهذه يوجد فيها شيءٌ من الغثِّ من جهة النقل؛ كالمنقول عن بني إسرائيل.
النوع الثاني: كتب المتأخرين، ويوجد فيها الغثُّ من جهتين:
الجهة الأولى: جهة النقل؛ كالآثار الموضوعة في فضائل السور.
الجهة الثانية: جهة الرأي الفاسد، وهذا كثير في تفاسير المتأخرين.
وقد أشار إلى شيء من هذا عند حديثه عن النوع الثاني من مستندي الاستدلال، قال: «وأما النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين ـ حدثتا بعد تفسير