يظهر فيها إيراء النار، بسبب الضرب الشديد على الحصى.
فهذا ترجيح مستنده العقل، وهو يدخل في باب التفسير بالرأي، وإن كان المُرَجَّح هو من التفسير المنقول.
فإذا نُظِرَ إلى نفس الأقوال المحكية في التفسير فهي بالنسبة للمجتهد المعاصر من التفسير المنقول، وإذا نظرنا إلى الترجيح بينها فهو من التفسير المعقول.
المجال الثاني: هو أن يأتي المفسر بمعنى جديد لم يذكره المتقدمون، وهذا يظهر جليًا فيما يسمى بالتفسير العلمي الذي يستعين بالعلوم التجريبية في معرفة معاني الآيات القرآنية.
ومثال ذلك ـ وهو مثال للدراسة وليس للتقرير ـ: أن المفسرين ذكروا في قوله تعالى: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}[النازعات: ٣٠] قولين عن السلف:
أحدهما: أن دحاها بمعنى بسطها.
والثاني: أن (دحاها) يفسرها ما بعدها، فيكون معناها:{أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}[النازعات: ٣١] وما بعدها.
ولم ينقل عن السلف غير هذين القولين في تفسير الآية.
وأما في هذا العصر فتجد أنه ظهر رأي جديد يقول بأن الدَّحْوَ هنا بمعنى التكوير والاستدارة، فتكون لفظة (دحاها) بمعنى كوَّرها، يعني جعلها كالكُرَةِ، وهذا رأي جديد لم يقل به المتقدمون من المفسرين (١).
ثالثًا: أن التفسير إما أن يكون منقولاً عن معصوم وهذا هو التفسير
(١) وهذا المجال من التفسير له ضوابطه وشروطه، وليس هذا محل ذكرها وإنما المراد هنا هو التمثيل فقط.