للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم جاء العلائي (١) وجمع أسماء ثمانية وستين ممن وُصفوا بالتدليس، مرتّبين على حروف المعجم، وصنّفهم إلى خمس طبقات ومراتب - مستفيداً ممن سبقه في ذلك- وبيّن اختلاف الحكم على رواياتهم باختلاف طبقاتهم (٢)، وقد قام الحافظ ابن حجر بتلخيص ذلك، وجعلهم على خمس مراتب:

- الأولى: لمن لم يوصف بذلك إلا نادراً. (٣)

- والثانية: لمن احتمل الأئمةُ تدليسَهُ، فأخرجوا له في الصحيح لإمامته، وقلة تدليسه في جنب ما روى، أو لكونه لا يدلس إلا عن ثقة. (٤)

- والثالثة: من أكثر من التدليس، فاختلف الأئمة في حديثهم بين:

الاحتجاج بما صرحوا فيه بالسماع، أو رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبلهم مطلقاً. (٥).

- والرابعة: اتفقوا على عدم الاحتجاج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء، والمجاهيل (٦).

- والخامسة: ردوا حديث من ضُعِّف بأمر آخر سوى التدليس، ولو صرحوا بالسماع (٧). (٨)


(١) خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي الدمشقيّ، أبو سعيد، صلاح الدين. كان إماما محدثا حافظا متقنا جليلا فقيها أصوليا نحويا. من مصنفاته: (جامع التحصيل في أحكام المراسيل) و (الوشي المعلم) و (الأربعين في أعمال المتقين). مات سنة ٧٦١ هـ. ينظر: ابن السبكي, طبقات الشافعية الكبرى, ١٠/ ٣٦. السيوطي, طبقات الحفاظ, ٥٣٣. الزركلي, الأعلام, ٢/ ٣٢١.
(٢) يُنظر: العلائي، جامع التحصيل في أحكام المراسيل، ١١٣ - ١١٤.
(٣) كيحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة.
(٤) كسفيان الثوري، وابن عيينة، والزهري، ويحيى بن أبي كثير.
(٥) كالحسن وقتادة، وأبي الزبير المكي.
(٦) كبقية بن الوليد، وابن إسحاق، وجابر الجعفي.
(٧) كأبي جناب الكلبي وأبي سعد البقال، إلا أن يُوثّق من كان ضعفه يسيراً كابن لهيعة.
(٨) ينظر: العلائي، المراسيل، ١١٣ - ١١٤، ابن حجر، طبقات المدلسين، ١٣ - ١٤.

<<  <   >  >>