للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحد هو القاضي أبو محمد، الحسن بن عبدالرحمن

الرامهرمزي (١) (ت ٣٦٠ هـ)، في كتابه (المُحدِّث الفاصل بين الراوي والواعي) " (٢).

قال محقق الكتاب في مقدمة تحقيقه: "حفظ لنا الرامهرمزي في كتابه كثيراً من أقوال أهل العلم في بعض الأمور الحديثية ما لم يتيسر لغيره نقلها إلينا، فكان المصدر الوحيد لها، كما نقل عن آثار بعض الأئمة في الحديث وعلومه، تلك الآثار التي لم يكتب لأكثرها البقاء، فكان كتاب المحدث الفاصل خير دليل عليها، وحافظاً أميناً لبعضها ... " (٣) كما يُعتبر كتابه المادة الأولية لكتاب الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ هـ)، المسمّى (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)، والذي صنّفه الخطيب بعد مئة عام من كتاب الرامهرمزي (٤).

ومن المآخذ على كتاب الرامهرمزي أنه لم يستوعب أنواع علوم الحديث (٥).

- ثم برز كتاب (معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه) للإمام أبي عبدالله، محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ هـ)، وكان أول من نصّ على التأليف بمسمّى (علوم الحديث) (٦)، وتضمن كتابه منها اثنين وخمسين نوعاً، حيث قال في مقدمة كتابه:

" أما بعد: فإني لما رأيت البدع في زماننا كثُرت، ومعرفة الناس بأصول السنن قلَّت، مع إمعانهم في كتابة الأخبار، وكثرة [طالبيها] على الإهمال والإغفال؛ دعاني ذلك إلى


(١) الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزيّ الفارسيّ، أبو محمد: محدث حافظ متقن, من أدباء القضاة له كتاب (المحدث الفاصل بين الراويّ والواعي). ينظر: الذهبي, السير, ١٦/ ٧٣ السيوطي, طبقات الحفاظ، ٣٧٠. كحالة, المؤلفين, ١/ ٥٥٧ (٤١٧٩).
(٢) السباعي، السنة ومكانتها، ١٢٨، ينظر: أبو غدة، تاريخ السنة، ١٠٩.
(٣) محمد الخطيب، من مقدمة تحقيقه لكتاب المحدث الفاصل، للرامهرمزي، ٣٤ - ٣٥.
(٤) المرجع السابق.
(٥) ينظر: ابن حجر، النزهة، ٢٩، المناوي، اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر، ١/ ٢٠٨.
(٦) ينظر: أحمد فارس السلوم، "الحاكم أول من صنف في جمع علوم الحديث" من تحقيقه لكتاب أبي عبدالله الحاكم، معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه، ١١.

<<  <   >  >>