للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث، مما يحتاج إليه طلبة الأخبار، المواظبون على كتابة الآثار، و [أعمد] في ذلك سلوك الاختصار، دون الإطناب في الإكثار، والله الموفق لما قصدته، والمانُّ في بيان ما أردته، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم." (١) ومن المآخذ على كتابه، ما ذكره ابن حجر بقوله: وكتابه لم يهذب، ولم يُرتب. (٢)

- ثم جاء الإمام أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ هـ)، فصنف في قوانين الرواية كتابا سماه: (الكفاية في علم الرواية)، قال في مقدمته: "وأنا أذكر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه في هذا الكتاب ما بطالب الحديث حاجة إلى معرفته, وبالمتفقه فاقة إلى حفظه ودراسته, من بيان أصول علم الحديث وشرائطه، ... " (٣)، وصنّف كذلك في آداب الرواية كتابا سماه: (الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع)، وكان للخطيب البغدادي دور واسع في مصطلح الحديث، وألف كتباً مستقلةً في أغلب فنون هذا العلم، مما حذا بابن حجر أن يقول عنه: "وقل فن من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابا مفردا؛ فكان كما قال الحافظ أبو بكر بن نقطة (٤): كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه." (٥)

ثم جاء بعض من تأخر عن الخطيب، فأخذ من هذا العلم بنصيب:


(١) الحاكم، علوم الحديث، ١ - ٢، وما بين المعقوفتين من ط ابن حزم، ١٠٦ - ١٠٧.
(٢) ينظر: ابن حجر، المرجع السابق.
(٣) الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، ٧.
(٤) محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي, أبو بكر, المعروف بابن نقطة. أحد أئمة الحديث, من مصنفاته: (التقييد بمعرفة رواة السنن والمسانيد) و (تكملة الإكمال) وله غير ذلك. مات سنة ٦٢٩ هـ. ينظر: الصفدي, الوافي بالوفيات, ٣/ ٢١٩ (١٣١٠)، ابن العماد, الشذرات, ٧/ ٢٣٤، كحالة, المؤلفين, ٣/ ٤١٧ (١٤١٠٣).
(٥) ابن حجر، النزهة، ٣٢ - ٣٣.

<<  <   >  >>