للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ما يخالف فيه بكونه منكرا." (١) فقد ذكر ضابطاً للمخالفة، وهو: تعذر الجمع بين الروايات على قواعد المحدثين.

وقد أورد السخاوي في كتابه فتح المغيث مثالين في الشذوذ، فذكر المثال الذي استشهد به الحافظ ابن حجر على أنه شذوذ في السند، والمثال الذي ذكره الأثرم على أنه شذوذ في المتن (٢)، والأمثلة تؤيد المذهب القائل بأن الشذوذ مخالفة الثقة لمن هو أولى منه، سواء كانت هذه المخالفة في الإسناد أو في المتن.

ذكر السيوطي في كتابه تدريب الراوي ثلاثة أمثلة تحت نوع الشاذ، المثال الأول أثناء مناقشته لقول الحاكم في الشاذ والفرق بينه وبين المعلل فقال:

"قلت: ولعسره لم يفرده أحد بالتصنيف، ومن أوضح أمثلته ما أخرجه في المستدرك من طريق عبيد بن غنام النخعي (٣)،

عن علي بن حكيم (٤)، عن شريك (٥)، عن عطاء بن


(١) المرجع السابق، ٣٨٤ - ٣٨٥.
(٢) ينظر: السخاوي، فتح المغيث، ١/ ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٣) عبيد بن غنام ابن القاضي حفص بن غياث، أبو محمد النخعي الكوفي، قال الذهبي في السير: "الإمام، المحدث، الصادق، ... وهو ثقة" مات سنة ٢٩٧ هـ. ينظر: الذهبي، السير، ١٣/ ٥٥٨ (٢٨٢).
(٤) على بن حكيم بن ذبيان الأودي، أبو الحسن الكوفي، قال البخاري: سمع شريكاً، وقال ابن حجر: ثقة، مات سنة ٢٣١. ينظر: البخاري التاريخ الكبير، ٦/ ٢٧١ (٢٣٧٦)، الذهبي، الكاشف، ٢/ ٣٩ (٣٩٠٨)، ابن حجر، التقريب، ٤٠٠ (٤٧٢٣).
(٥) شريك بن عبدالله بن أبى نمر القرشي، أبو عبد الله المدني، نقل ابن أبي حاتم عن ابن معين قوله: "شريك بن عبدالله بن أبي نمر ليس به بأس"، وقال ابن حجر: "صدوق يخطيء"، مات سنة ١٤٠ هـ. ينظر: ابن أبي حاتم، الجرح، ٤/ ٣٦٤ (١٥٩٢)، الذهبي، الكاشف، ١/ ٤٨٥ (٢٢٧٧)، ابن حجر، التقريب، ٢٦٦ (٢٧٨٨).

<<  <   >  >>