للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما: تفرد شخص عن شخص.

ثانيها: تفرد أهل بلد عن شخص.

ثالثها: تفرد شخص عن أهل بلد.

رابعها: تفرد أهل البلد عن أهل بلد أخرى ... " (١)

وقال الزركشي - مُلحقاً أنواع الأفراد عند الحاكم إلى ما تندرج تحته من الفرد المطلق أو النسبي-: "وقسم الحاكم التفرد ثلاثة أقسام: الأول: تفرد أهل مدينة عن صحابي، الثاني: تفرد رجل واحد عن إمام من الأئمة، الثالث: تفرد أهل مدينة عن مدينة أخرى. والأول والثالث يدخلان تحت الفرد بالنسبة إلى جهة خاصة." (٢).

ويُلاحظ أن الزركشي أدرج القسم الأول من الأقسام التي ذكرها الحاكم - وهو: تفرد أهل مدينة عن صحابي- ضمن الفرد النسبي (٣)، حيث مثّل الحاكم لهذا النوع بأمثلة منها: حديث عائشة رضي الله عنها أنها: "لما توفي سعد بن أبي وقاص (٤)،

قالت: ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها، فقالت: والله، لقد صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل بن بيضاء (٥) وأخيه (٦) في المسجد" (٧).


(١) ابن حجر، النكت، ٢/ ٧٠٣ - ٧٠٥ باختصار.
(٢) الزركشي، النكت، ٢/ ٢٠٢ - ٢٠٣.
(٣) ينظر: عتر، منهج النقد، ٤٠٠.
(٤) سعد بن مالك بن أُهيب بن عبد مناف القرشي الزهري، أبو إسحاق ابن أبي وقاص، من السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، روى الكثير عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. مات سنة: ٧ أو ٨ للهجرة. ينظر: ابن عبدالبر، الاستيعاب، ٢٧٥ (٨٩١)، ابن الأثير، أُسد الغابة، ٢/ ٥٨٢ (٢٣١٦)، ابن حجر، الإصابة، ٤/ ٢٨٦ (٣٢٠٨).
(٥) سهيل بن البيضاء، واسم أمه البيضاء دعد بنت الجحدم، وهو أخو سهل، وصفوان ابني بيضاء، يعرفون بأمهم، وأبوهم وهب بن ربيعة بن من بني النضر بن كنانة القرشي الفهري، وكان سهيل قديم الإسلام، هاجر إلى أرض الحبشة، ثم عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة، فجمع الهجرتين جميعا، ثم شهد بدرا وغيرها، ومات بالمدينة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع، وصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد. ينظر: ابن عبدالبر، الاستيعاب، ٣١٤ (١٠٧٧)، ابن الأثير، أُسد الغابة، ٢/ ٥٨٢ (٢٣١٦)، ابن حجر، الإصابة، ٤/ ٥١٣ (٣٥٧٨).
(٦) سهل بن بيضاء أخو سهيل وصفوان، أمهم البيضاء، كان ممن قام في نقض الصّحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم، ومات بالمدينة وصلّى عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وعلى أخيه سهيل في المسجد. ينظر: ابن عبدالبر، الاستيعاب، ٣٠٧ (١٠٤٢)، ابن الأثير، أُسد الغابة، ٢/ ٥٦٩ (٢٢٨٣)، ابن حجر، الإصابة، ٤/ ٤٩٠ (٣٥٣٧).
(٧) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد، ٢/ ٦٦٩ ح (٩٧٣).

<<  <   >  >>