للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - أن يكون طريقه معروفة، يروي أحد رجالها حديثا من غير تلك الطريقة، فيقع من رواه من تلك الطريقة (بناءً ((١) على الجادة في الوهم. (٢)

١٠ - أن يُروى الحديث مرفوعا من وجه، وموقوفا من وجه. (٣)

ثم أتبعها الحاكم بقوله: "فقد ذكرنا علل الحديث على عشرة أجناس وبقيت أجناس لم نذكرها وإنما جعلتها مثالا لأحاديث كثيرة معلولة يهتدي إليها المتبحر في هذا العلم، فإن معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم." (٤)

وبالنظر إلى أجناس العلل - التي مثّل لها الحاكم - فإنها تقع في الإسناد، ولا يعني ذلك أنها لا تقع في المتن، فقد أخبر ابن الصلاح بأن وقوعها في الإسناد هو الغالب، وأنها تتفاوت في القدح، فقال: "قد تقع العلة في إسناد الحديث، وهو الأكثر، وقد تقع في متنه. ثم


(١) التصحيح من طبعة محاسن الاصطلاح (دار ابن حزم)، ٢٠٨، بينما في طبعة المعارف كلمة (ثنا)، وهي اختصار حدثنا. ينظر: البلقيني، المحاسن، ٢٦٧.
(٢) مثل له بحديث: المنذر بن عبدالله الحزامي, عن عبدالعزيز بن أبي سلمة, عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا افتتح الصلاة، قال: ((سبحانك، اللهم تبارك اسمك، ... )). قال الحاكم: "لهذا الحديث علة صحيحة، والمنذر بن عبدالله أخذ طريق المجرَّة فيه"، عقّب البلقيني: "وإنما هو من حديث عبدالعزيز بن أبي سلمة: حدثنا عبدُالله بن الفضل، عن الأعرج، عن عبيدالله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". ينظر: الحاكم، المرجع السابق، ١١٨، البلقيني، المرجع السابق ٢٦٧. وحديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أخرجه مسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافر، باب الدعاء في صلاة الليل، ١/ ٥٣٤ ح (٧٧١) بغير هذا اللفظ.
(٣) مثل له بحديث: عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((من ضحك في صلاته يعيد الصلاة، ... )). قال الحاكم: لهذا الحديث علة صحيحة، ثم أسند عن الأعمش, عن أبي سفيان، قال: سئل جابر، عن الرجل يضحك في الصلاة، قال: ((يعيد الصلاة، ولا يعيد الوضوء)). ينظر: الحاكم، المرجع السابق، ١١٨ - ١١٩.
وأخرج الدارقطني كلا الحديثين المرفوع والموقوف وبيّن عللها في سننه كتاب الطهارة، باب أحاديث القهقهة في الصلاة وعللها، ١/ ٣١٥ - ٣١٦ ح (٦٤٧ - ٦٥٠).
(٤) المرجع السابق.

<<  <   >  >>