للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واضطراب في المتن، ومنه القادح، وغير القادح، فالقادح في المتن: وهو ما اختلفت فيه مدلولات ألفاظه وتباينت معانيه، ولم يمكن أن تردَّ إلى معنىَّ واحد، ولا معانٍ يَقرب بعضُها منْ بعض.

وغير القادح هو: ما اختلف ألفاظه وأمكن ردّها إلى شيء واحد ومعان متقاربة (١).

والمراد بالاختلاف في هذا القيد:

هو الاختلاف القادح أو المؤثّر: وهو المشعر بقلة ضبط راويه (٢)، ويقع على وجه يقدح في صحة الرواية، بحيث لا يحتمل التوفيق والجمع، بمعنى: أن الراوي لم يضبط الحديث، فهو وإن كان ثقة إلا أنه ضعيف في هذا الحديث خاصة. (٣)

وكثرة وقوع الاضطراب من الراوي والاختلاف في الرواية ينبئ بقلة ضبطه، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر -أثناء كلامه على حديث اختلف فيه الرواة- فقال: "التلون في الحديث الواحد، بالإسناد الواحد، مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه ... " (٤)


(١) كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اذهب فقد زوجتكها)) أو أنكحتكها أو ملكتها ... إلى غير ذلك من الألفاظ التي إنْ وقع بينها خلاف في المعنى فيسير محتمل. ابن سيد الناس، المرجع السابق.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح، باب إذا كان الولي هو الخاطب ٧/ ١٧ ح (٥١٣٢) بلفظ (زوجتكها)، وفي باب إذا قال الخاطب للولي: زوجني فلانة ٧/ ١٨ ح (٥١٤١) بلفظ (ملكتكها)، وفي باب التزويج على القرآن ٧/ ٢٠ ح (٥١٤٩) بلفظ (أنكحتكها).
(٢) ينظر: ابن الصلاح، علوم الحديث، ٩٤، النووي، التقريب، ٤٥، العراقي، شرح التبصرة، ١/ ٢٩٣.
(٣) ينظر: الفحل، اختلاف الأسانيد، ٢٢٢.
(٤) ابن حجر، تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، ٢/ ٤١٤.

<<  <   >  >>