للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثاله: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار)). (١)

٤ - أن يكون الإدراج نتيجة وهم الراوي أو غفلته (٢)، مثال ذلك: قصة ثابت بن موسى العابد (٣)، في روايته: ((من كثرت صلاته بالليل

حسن وجهه بالنهار)) (٤). فقد دخل ثابت ابن موسى على شريك بن عبدالله القاضي وهو يقول: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فدخل ثابت عليه، فلما نظر إلى ثابت ذكر ذلك يريد به ثابتاً لزهده وورعه. فظن ثابت أن ذلك سند الحديث فكان يحدث به بهذا الإسناد.

"وهذا ضعف بيِّن وغفلة ظاهرة، كانت من أسباب ضعف ثابت هذا في الحديث" (٥)، وعدّ ابن الصلاح هذا المثال من شبه الوضع، واختار الحافظ العراقي، وتبعه تلميذه ابن حجر أن يُعدَّ هذا النوع من أقسام المدرج. (٦)


(١) أخرج الخطيب في كتابه الفصل للوصل بإسناده رواية أبي قطن عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: ((أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار)). ١/ ١٥٨ ح (٨).
وأخرج البخاري حديث أبي هريرة في صحيحه مبيّناً الإدراج في أول الحديث، فقال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة، وكان يمر بنا والناس يتوضئون من المطهرة، قال: أسبغوا الوضوء، فإن أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ويل للأعقاب من النار)). كتاب الوضوء، باب غسل الأعقاب، ١/ ٤٤ ح (١٦٥).
(٢) "أن يكون وهماً من الثقة، وهو أن يدخل حديثاً في حديث، كأن يسوق إسناداً، ثم يدخل عليه متناً مروياً بإسناد آخر، وهذا أكثر ما يدخل من صور الإدراج تحت (علل الحديث) " الجديع، التحرير، ٢/ ٦٨٠.
(٣) ثابت بن موسى العابد الضرير، أبو إسماعيل الشيباني الكوفي، قال العقيلي: "حديثه باطل ليس له أصل"، قال ابن حبان: "كان يخطئ كثيرا لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". مات سنة ٢٢٩ هـ. ينظر: العقيلي، الضعفاء، ١/ ١٧٦ (٢٢١)، ابن حبان، المجروحين، ١/ ٢٠٧، الذهبي، الكاشف، ١/ ٢٨٣ (٦٩٩).
(٤) أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في قيام الليل، ١/ ٤٢٢ ح (١٣٣٣).
(٥) الجديع، التحرير، ٢/ ١٠١٣.
(٦) ينظر: ابن الصلاح، علوم الحديث، ١٠٠، العراقي، شرح التبصرة، ١/ ٣١٦، ابن حجر، النزهة، ١١٥، عتر، منهج النقد، ٤٤٢، الفحل، اختلاف الأسانيد، ٤٤٠.

<<  <   >  >>