للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا وقد اشتكى منهم ومن أكاذيبهم الكثيرة عليٌّ -رضي الله عنه- وأهل بيته، إذ لا يتورعون في افتراء الكذب على لسانهم.

فقد ذكر أبو عمرو الكشي في "الرجال": "قال أبو عبد الله -جعفر الصادق-: إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس. كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين -علي بن أبي طالب- أصدق من برأ الله من بعد رسول الله، وكان الذي يكذب عليه عبد الله بن سبأ -لعنه الله-، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي قد ابتلي بالمختار -الثقفي- ثم ذكر علي بن الحسين فقال: كان يكذب عليه أبو عبد الله الحارث الشامي وبنان، ثم ذكر المغيرة بن سعيد والسري، وأبا الخطاب ... فقال: "لعنهم الله، إنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا، كفانا الله مؤنة كل كذَّاب، وأذاقهم الله حرَّ الحديد" (١).

وقد أسرفت الرافضة في وضع الأحاديث والأخبار بما يتفق مع أهوائها، فكما وضعوا الأحاديث في فضل علي وآل البيت (٢)، فقد وضعوا أيضا الأحاديث في ذم الصحابة وخاصة الشيخين أبي بكر وعمر، حتى قال ابن أبي الحديد (٣): "فالأمور المستبشعة التي تذكرها الشيعة من إرسال قنفذ إلى بيت فاطمة وأنه ضربها بالسوط، فصار في عَضُدها كالدُّمْلُج، وأن عمر ضغطها بين الباب والجدار، فصاحت:


(١) "الرجال" للكشي، ص (٢٥٧).
(٢) نقل أبو الحسن علي بن محمد بن عراق عن صاحب (الإرشاد) قولَه: قال بعض الحفاظ: تأملت ما وضعه أهل الكوفة في فضائل علي وأهل البيت؛ فزاد على ثلاثمائة ألف" اهـ.
(٣) شيعي معتزلي أديب، من مصنفاته: "شرح نهج البلاغة"، وهو هنا "شاهد من أهلها".

<<  <   >  >>