ويدل على ذلك -أيضَا- حديثُ أبي موسى الذي خرَّجَه البخاريُ بعد هذا، ولفظُه: "مثلُ المسلمينَ، واليهود، والنصارى كمثلِ رجل استأجرَ قوما يعملون له إلى الليل"، وذكرَ الحديثَ كما سيأتي إن شاءَ اللهُ تعالى، وإنما قلنا: إنَّ هذا هو المرادُ من الحديث؛ لأنَّ مدة هذه الأمة بالنسبة إلى مدة الدنيا من أولها إلى آخرها لا يبلغُ قدرَ ما ببَن العصر إلى غروب الشمسِ بالنسبة إلى ما مضى من النَهار؛ بل هو أقلُّ من ذلكَ بكثيرِ. ويدلُّ عليه صريحًا: ما خرَّجه الإمام أحمدُ، والترمذيُّ من حديث أبي سعيد أن النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- صلى بهم صلاة العصر يومًا بنهارٍ، ثم قامَ خطيبًا، فلم يدع شيئًا يكونُ إلى قيام الساعة إلا أخبرنَا به، فذكرَ الحديثَ بطولِهِ، وقال في آخره: قال: وجعلنا نلتفتُ إلى الشَّمسِ هل بقي منها شيء؟ =