ربط بعض الناس بين الأحاديث الواردة في أحوال آخر الزمان، وأشراط الساعة، وبين حال العالم في زماننا هذا، ورتبوا بعضَها على بعض، ليس هذا فحسب، بل بَنَوْا على ذلك أمورًا نتج عنها فتن جسيمة، وانتهاك للحرمات، والمخرج من ذلك كله أن نتركَ الواقع نفسَه يُفَسِّرُ لنا هذه الأحاديثَ، حتى لا نَرْجُمَ بالغيبِ، أو نَقْفُوَ ما ليس لنا به علم؛ اقتداءً بعلماء السلف الصالح الذين أدَّوْا إلينا هذه النصوص بكل صدق وأمانة، ولم يُقْحِمُوا الظنونَ في تعيينها، وترتيب بعضها على بعض بمجرد الرأي. ولئن وقع منا تردد في: هل زماننا هو زمان ظهور المهدي؟ فلا ينبغي أن نتردد في الجزم بأننا -سواء كان هذا زمان ظهوره أو لا- مُلْزَمُونَ بكافة التكاليف الشرعية: من طاعةِ الله، والجهادِ في سبيله، وطلبِ العلمِ، والدعوة إلى دينه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في ذلك كله، وغير ذلك من الواجبات، فما يتوهمه بعض الكسالى -من أن ظهور المهدي سيكون بداية عصر الاسترخاء والدعة- باطلٌ باطل، بل النصوص تُشِيرُ إلى أنه سيكون بدايةً للفتوح، والجهاد، والبذل في سبيل إعلاء كلمة الله -عزَّ وجلَّ-.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: كيف سيكون حال الأمة قبل ظهور المهدي؟ وهل سَتَقُومُ الخلافة الإسلامية من جديد قبل المهدي؟